حماية سورية- مبادرة عربية موحدة ضد التدخلات الخارجية.
المؤلف: حمود أبو طالب10.28.2025

إن من أروع ما يمكن للعرب أن يفعلوه هو أن يولوا اهتماماً بالغاً بسورية في مرحلة ما بعد حكم بشار الأسد، الذي جعل منها مرتعاً خصباً للدول الأجنبية والجماعات المسلحة المختلفة. لا تزال هناك مطامع جمة ومخططات قيد التكوين، وربما أصبحت جاهزة للتنفيذ، ما لم يسارع العرب إلى حماية سورية وسد جميع المنافذ والثغرات في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة.
المؤسف في الشأن العربي هو أنهم غالباً لا ينتبهون إلى مشاكلهم إلا بعد فوات الأوان، حين يكون الآخرون قد استبقوهم إلى ملء الفراغ في الساحات المشتعلة وغير المستقرة. وعندما يحصل ذلك، تتفاقم المشاكل وتصبح حلولها في غاية الصعوبة، وتكاليفها باهظة على كافة الأصعدة، سواء السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية.
في الأمس القريب، انعقد اجتماع لوزراء خارجية ثماني دول عربية شقيقة في مدينة العقبة الأردنية (المملكة الأردنية الهاشمية، جمهورية مصر العربية، مملكة البحرين، دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة قطر، جمهورية العراق، الجمهورية اللبنانية)؛ وذلك بهدف "مناقشة الأوضاع في سورية، ورسم خارطة طريق لتأسيس دولة سورية قوية ومستقرة، وتحقيق انتقال سلمي للسلطة، وتوحيد الموقف العربي لحمايتها من التدخلات الخارجية، والتأكيد القاطع على أن الجولان هي أرض عربية لا تقبل المساومة". وفي التوقيت ذاته، ستلتقي هذه المجموعة العربية الموحدة مع وزير الخارجية الأمريكي والمبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي والمبعوث الأممي إلى سورية ووزير الخارجية التركي؛ لمناقشة العديد من الملفات السياسية والأمنية الهامة.
تُعد هذه الخطوة في غاية الأهمية بالنسبة لمستقبل سورية، والتي يجب حمايتها من أي عبث أو تعدٍ على سيادة أراضيها وأمنها القومي. وليس من الخفي على أحد أن إيران بدأت في الانسحاب على مضض، ولكنها تراقب المشهد عن كثب لاقتناص أي فرصة مواتية لإعادة ترسيخ وجودها ونفوذها. كما أن روسيا بدأت في نقل معداتها العسكرية الضخمة من قواعدها، ولكن سورية ستظل تمثل هدفاً استراتيجياً بالغ الأهمية بالنسبة لها. أما تركيا، فلا تزال لديها شهية مفتوحة تجاه شمال سورية، وقد ازدادت هذه الشهية في الآونة الأخيرة بعد دورها المحوري في تجهيز ودعم جبهة تحرير الشام. وتصريحات بعض المسؤولين الأتراك، قديماً وحديثاً، سواء بالإشارة أو بالتصريح المباشر، تؤكد طموحاتهم في بسط النفوذ على شمال سورية. ولكن الأخطر من هؤلاء جميعاً هي إسرائيل، التي انقضت على سورية بسرعة خاطفة ودمرت جيشها وتوغلت في أراضيها واستولت على كامل أرض الجولان. وسوف تشكل إسرائيل خطراً وجودياً حقيقياً على استقرار سورية، إذا لم يتم لجمها وكبح جماحها منذ الآن. وهنا، نأتي إلى الحديث عن الولايات المتحدة الأمريكية ودورها المحوري، خاصة وأن وزير خارجيتها لا ينفك يردد في تصريحاته عن السلام والاستقرار المنشود لسورية.
لذا، يجب أن يكون الموقف العربي حازماً وثابتاً في وجه جميع محاولات التدخل الأجنبي السافر في الشؤون الداخلية لسورية، مهما كان نوع هذا التدخل ومهما كان مصدره. يجب علينا أن نتعلم جيداً من دروس الماضي القاسية ومآسيه المؤلمة، وأن نضع نصب أعيننا تجاربنا المريرة لكي لا نقع في نفس الأخطاء مرة أخرى.
المؤسف في الشأن العربي هو أنهم غالباً لا ينتبهون إلى مشاكلهم إلا بعد فوات الأوان، حين يكون الآخرون قد استبقوهم إلى ملء الفراغ في الساحات المشتعلة وغير المستقرة. وعندما يحصل ذلك، تتفاقم المشاكل وتصبح حلولها في غاية الصعوبة، وتكاليفها باهظة على كافة الأصعدة، سواء السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية.
في الأمس القريب، انعقد اجتماع لوزراء خارجية ثماني دول عربية شقيقة في مدينة العقبة الأردنية (المملكة الأردنية الهاشمية، جمهورية مصر العربية، مملكة البحرين، دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة قطر، جمهورية العراق، الجمهورية اللبنانية)؛ وذلك بهدف "مناقشة الأوضاع في سورية، ورسم خارطة طريق لتأسيس دولة سورية قوية ومستقرة، وتحقيق انتقال سلمي للسلطة، وتوحيد الموقف العربي لحمايتها من التدخلات الخارجية، والتأكيد القاطع على أن الجولان هي أرض عربية لا تقبل المساومة". وفي التوقيت ذاته، ستلتقي هذه المجموعة العربية الموحدة مع وزير الخارجية الأمريكي والمبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي والمبعوث الأممي إلى سورية ووزير الخارجية التركي؛ لمناقشة العديد من الملفات السياسية والأمنية الهامة.
تُعد هذه الخطوة في غاية الأهمية بالنسبة لمستقبل سورية، والتي يجب حمايتها من أي عبث أو تعدٍ على سيادة أراضيها وأمنها القومي. وليس من الخفي على أحد أن إيران بدأت في الانسحاب على مضض، ولكنها تراقب المشهد عن كثب لاقتناص أي فرصة مواتية لإعادة ترسيخ وجودها ونفوذها. كما أن روسيا بدأت في نقل معداتها العسكرية الضخمة من قواعدها، ولكن سورية ستظل تمثل هدفاً استراتيجياً بالغ الأهمية بالنسبة لها. أما تركيا، فلا تزال لديها شهية مفتوحة تجاه شمال سورية، وقد ازدادت هذه الشهية في الآونة الأخيرة بعد دورها المحوري في تجهيز ودعم جبهة تحرير الشام. وتصريحات بعض المسؤولين الأتراك، قديماً وحديثاً، سواء بالإشارة أو بالتصريح المباشر، تؤكد طموحاتهم في بسط النفوذ على شمال سورية. ولكن الأخطر من هؤلاء جميعاً هي إسرائيل، التي انقضت على سورية بسرعة خاطفة ودمرت جيشها وتوغلت في أراضيها واستولت على كامل أرض الجولان. وسوف تشكل إسرائيل خطراً وجودياً حقيقياً على استقرار سورية، إذا لم يتم لجمها وكبح جماحها منذ الآن. وهنا، نأتي إلى الحديث عن الولايات المتحدة الأمريكية ودورها المحوري، خاصة وأن وزير خارجيتها لا ينفك يردد في تصريحاته عن السلام والاستقرار المنشود لسورية.
لذا، يجب أن يكون الموقف العربي حازماً وثابتاً في وجه جميع محاولات التدخل الأجنبي السافر في الشؤون الداخلية لسورية، مهما كان نوع هذا التدخل ومهما كان مصدره. يجب علينا أن نتعلم جيداً من دروس الماضي القاسية ومآسيه المؤلمة، وأن نضع نصب أعيننا تجاربنا المريرة لكي لا نقع في نفس الأخطاء مرة أخرى.
